لقد ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الأمراض التي لم تكن معروفة من قبل، وأصبحت صحة الإنسان مهددة بأمراض لم يعرف لها علاج، وحيث أن التقدم التكنولوجي والحضاري قد وصل إلى الذروة، وقد اعتاد الناس على هذه الحياة والتي أصبح فيها ما كان رفاهية عالية في الماضي قد أصبح من ضروريات الحياة في هذه الأيام. وقد ظهرت أمراض عديدة ارتبطت بهذا التقدم التكنولوجي المذهل، والذي لا يستطيع أحد إنكار مدى الفائدة والراحة التي عمت البشرية من هذا التقدم الهائل، ولكن لكل شيء ضريبته، فقد كان في مقابل ذلك أنه قد تفشت أمراض نسميها الآن بأمراض العصر بدايةًً من الصداع المزمن و الصداع النصفي، آلام الظهر، السمنة، والإرهاق، وحتى الأمراض العصبية وانتهاء بمرض السرطان أعاذنا الله جميعا وعافانا من كل هذه الأمراض.
وهنالك احتمالات و أسباب كثيرة جدا لحدوث وتفشي مثل هذه الأمراض في مجتمعاتنا والتي قد تكون بسبب الغذاء الملوث والمياه الملوثة، وأيضا التلوث الكهربي الناتج عن المجالات الكهرومغناطيسية المتولدة من محطات الإذاعة والتليفزيون، ولا نستطيع إنكار الضرر البالغ المتسببة فيه شبكات التليفون المحمول وشبكات التقوية والتي ينتج عنها أشعة وموجات ضارة جدا بالصحة.
وهناك أمر آخر في غاية الأهمية ألا وهو المسكن الذي نعيش فيه وسط كل هذه الملوثات، وهذا هو موضوع كتابنا .
في جميع الحضارات السابقة بداية بالحضارة الفرعونية العظيمة، وحضارة المايا في المكسيك، وحتى حضارة الصين، كانوا قد أعطوا اهتماما كبيرا للبيئة التي يعيشون فيها والمنازل التي يسكنوها، فقد اهتم الفراعنة قديما بوضع المنازل والمعابد وحتى المقابر الخاصة بهم، عن طريق اختيار أشكال خاصة ووضع هذه المنازل والأماكن في اتجاهات محددة ومنتظمة، وهذا الهرم الأكبر في مصر لأكبر دليل على ذلك، وقام الصينيون بتطوير هذه العلوم وهي علوم هندسة الأماكن والبيوت ووضعوا لها أسس ومحددات نستطيع بإتباع وتطبيق تلك الأسس والمفاهيم أن نعمل على إحداث التوازن في البيئة التي نعيش فيها، وأيضا نستطيع أن نصل بذلك إلى صحة مثالية وعقول مستنيرة قادرة على التفكر والتركيز.
على أية حال، إذا كنت ممن يعتقد بأنّ بيوتنا مليئة بالطاقة الغير مرئية، والمؤثّرة علينا بشكل ثابت، حيث أنه من المؤكد لو تفحصت أحوالك سوف تجد أنك في غرفة معينة من منزلك قد تشعر براحة أكبر من غرف أخرى في المنزل! وقد تجد نفسك أحيانا إذا دخلت منزل صديق أو قريب لك قد لا تشعر بالراحة في منزله وقد تشعر براحة أكبر إذا ما ذهبت إلى منزل صديق آخر! وقد تجد أيضا أنك إذا ما جلست في مكان معين من الغرفة قد تشعر براحة أكبر أو انزعاج أكثر من جلوسك في زاوية أخرى من نفس الغرفة!
إذن، لو كنت ممن يشعرون بهذه التأثيرات، فانه من الممكن أن يكون تغيير مواضع الأثاث وإعادة ترتيب المنزل منطقيا لإعادة الشعور بالراحة والاتزان والذي سوف يؤثر على طريقة توجيه وخلق وتنظيم الطاقة في المكان.
فن الفونج شوي تم تطويره منذ حوالي خمسة آلاف سنة في الصين، حيث اعتقد الصينيون القدماء بأنّ طاقة الحياة الغير مرئية (المسماة تشي chi) تتدفّق خلال كلّ شيء في الحياة، وهي نفس الفلسفة المتبعة في الوخز بالإبر أو العلاج بالإبر الصينية.
وذلك بمعنى أنه إذا كانت الطاقة تتدفّق بحرية وبسهولة حول وداخل جسمك، فانك سوف تظل سليما ومعافً وصحيحا، أما إذا أصبحت الطاقة أو مسارات الطاقة في الجسم راكدة أو مسدودة، أو كنت عصبيا وغير منضبط
(بسبب مثلا: الحِمية أو أسلوب الحياة أو ضعف في عضو من أعضاء الجسم) فانك غالبا ما ستقع فريسة للأمراض.
تعمل الإبر الصينية ببساطة بإزالة العوائق والسدد من مسارات الطاقة الموجودة في الجسم أو تُهدّئ تدفق الطاقة، أي تعمل على تنظيم الطاقة.
وإنّ نفس المبدأ تماما هو الذي يطبق عن طريق الفونج شوي في المنازل.
فقد اعتقد الصينيون بأنّ المباني التي نسكنها تتطلّب تماما نفس قدر الانتباه الذي نعطيه لأجسامنا، وطوّروا هذا العلم المعقّد جدا المسمى ( شفاء البيئة أو المسكن ).
وقد أظهرت الملاحظات المستمرة والتي دامت قرونا طويلة بأنَّ المناطق المختلفة من البيت والأجزاء المختلفة لكلّ غرفة تجذب طاقات معيّنة، علاوة على ذلك اكتشفوا بأنّ بعض الترتيب ( تخطيط الغرف أو حتى موقع الأثاث أو المعالم ) أمّا تساعد وتنشط أو تعيق وتمنع التدفّق الهادئ والمتوازن للطاقة.
فإذا تم منع أو السماح للطاقة كي تتدفّق بسرعة شديدة فإنها بالتالي سوف تسبّب عوائق ومشاكل في الحياة بصفة عامة.
وأيضا وجود الفوضى في المكان يمكن أن "تُعطل" سريان الطاقة، وتُوقف توزيعها المتناسق وتحولها إلى طاقة مملّة وراكدة.
ولحسن الحظ أدرك خبراء الفونج شوي أنه بالقيام ببعض التغييرات البسيطة المدروسة والتي تعرف بالحلول أو العلاجات، مثل تعليق بعض الكريستالات، أو أجراس الريح، أو استعمال بعض الألوان، وغيرها من الأساليب المختلفة والمتنوعة والتي سوف نستعرضها بالتفصيل في الصفحات القادمة، سوف تعمل على تصحيح هذا التعطيل أو الركود في الطاقة والعمل على إعادة حياتنا إلى وضعها السليم والطبيعي مرة أخرى.
إن رفع وتنشيط طاقة المناطق المعيّنة من المنزل بالألوان والوسائل الأخرى السليمة يمكن أن تخلق وتُوجِد طاقة أفضل وأصح وتحسّن الأوضاع والفرص المختلفة في الحياة.
والهدف الرئيسي للفونج شوي، هو تعليمنا وتعريفنا بأنه عن طريق عمل بعض التغييرات الصغيرة في بيوتنا، يمكننا أن نؤثّر على كلّ شيء في حياتنا، من أمورنا المالية إلى الصحة، ومن علاقاتنا الاجتماعية إلى حياتنا الروحية.
وبالرغم من أن فن الفونج شوي يبدو فناً روحانياً إلى حد كبير جدا، لكنه مأخوذ بجديّة كبيرة، ليس فقط في موطنه الصين،ولكن في جميع أنحاء العالم. وستجد معظم الفنانين الغربيين والشخصيات السياسية ورجال الأعمال في الغرب من أشد أنصار الفونج شوي.
وكانت هناك شائعات كثيرة في الصحافة الغربية منذ فترة بأن أعضاء العائلة المالكة البريطانية استعانوا بخبراء في الفونج شوي، وليس ذلك مدهشا، فانه ليس فقط مشاهير هوليود أو أفراد العائلة المالكة القلقون الذين يريدون مساعدة مستشاري الفونج شوي، ولكن معظم وأغلب عملاء الفونج شوي في الغرب هم من رجال الأعمال ذوو النفوذ الكبير وأصحاب الشركات الكبيرة، والذين يستخدمون الفونج شوي للإبقاء على نجاحاتهم وللاحتفاظ بمستوى أرباحهم العالي.
ولقد فوجئت بأن رجال الأعمال من أكثر المهتمين والمتلهّفين سواء لتعلم أو الاستعانة بخبراء الفونج شوي كأداة إضافية لتثبيت الصفقات، أو لتوسّيع أعمالهم التجارية." البنوك الغربية والشرق آسيوية والمطاعم والشركات في كافة أنحاء آسيا وأيضا في الولايات المتحدة الأمريكية يستشيران خبراء الفونج شوي.
لماذا إذن يستخدم كل هؤلاء فن الفونج شوي ؟
الإجابة وببساطة شديدة، لأنه ناجح وفعال.
كان هناك فندقا في أستراليا وكان لا يعمل كباقي الفنادق فكان دائما خاليا من النزلاء، ولم يعرف أحد السبب وراء ذلك، حتى تم شراؤه من قبل شركة شرقية وفي الغالب صينية، والتي أحضرت خبيرا من خبراء الفونج شوي، والذي قال أن هذه المشكلة بسبب موقع السلم (الدرج)، حيث أن الدرج يواجه الباب الأمامي للفندق وهذا في الفونج شوي يعني أن طاقة الفندق كانت موجهة نحو الخارج حيث تفقد. فتم تغيير مكان الدرج وبالتالي تغيير حظّ الفندق تغيّر بسرعة كبيرة.
وعلى مستوى أكثر شخصية، كان هناك زوجان على حافة الطلاق، وكانا بالكاد ما يكلم أحدهم الآخر، وبعد التدقيق في بيتهم وفحصه جيدا وُجد أن المشكلة تكمن في غرفة نومهم، حيث هناك كمرة خرسانية كبيرة في السقف فوق سريرهم الذي كان يقسم سريرهم مناصفة، في الفونج شوي، كمرات الأسقف تعتبر من مسببات النزاعات والمرض أو اعتلال الصحة في الأشخاص الذين ينامون تحت تلك الكمرات سواء كانت خرسانية أو خشبية، فنصحت الزوج بتغيير مكان السرير وإبعاده عن تلك الكمرة، وقدمت بعض التعديلات الأخرى على الغرفة، الآن هم أفضل حالا وتحسنت علاقتهم وزالت كل المشاكل.
مرة أخرى ذهبت لرؤية مريضة أصيبت بالسرطان منذ حوالي أربع سنوات، وعندما دخلت غرفتها فوجدت تقاطع كمرتين في السقف مباشرة فوق سريرها، وكانت لم تخرج من غرفتها لأكثر من شهرين بسبب تدهور حالتها الصحية،فطلبت من زوجها ضرورة تغيير مكان السرير في غرفة النوم، ولكن كان ذلك يبدو صعبا للغاية وقد كانت دهشة الزوج تبدو على وجهه حينما طلبت منه ذلك، وسألني إن كان هناك طريقة أخرى بدون تغيير موضع السرير، فقلت له سوف نعلق بعض الأشياء وقمت بعمل بعض التغيرات وتعليق بعض الوسائل، بالإضافة إلى جلسة تنظيم لطاقة الجسم، وكانت المفاجئة ! حيث خرجت الزوجة المريضة ولأول مرة منذ أكثر من شهرين وذهبت إلى عيادتها حيث أنها تعمل كطبيبة.
insight
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق